وجهت الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي توبيخاً لاذعاً إلى فرنسا، مما يعمق جراح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يواجه تحديات سياسية كبيرة، هذا التوبيخ يأتي بسبب تراكم الديون المفرطة في البلاد، ويتزامن مع ذروة الحملة الانتخابية حيث يواجه ماكرون تحديًا قويًا من حزبي اليمين واليسار.
تعيش فرنسا في عهد ماكرون أسوأ فترة في تاريخها، فقد تجاوز العجز السنوي في فرنسا نسبة 5.5%، مما يشكل انتكاسة كبيرة للحكومة الفرنسية ويزيد من الضغوط على ماكرون، هذه الأرقام تعكس فشل الإدارة الحالية في السيطرة على الإنفاق العام وإدارة الاقتصاد بشكل فعال، مما يزيد من التحديات التي يواجهها ماكرون في حملته الانتخابية.
وأوصت مفوضية الاتحاد الأوروبي سبع دول بينها فرنسا، ببدء ما يسمى “إجراء العجز المفرط”، وهو الخطوة الأولى في عملية طويلة قبل أن يتم تطويق أي دولة عضو ودفعها لاتخاذ إجراءات تصحيحية. هذه التوصية تعكس قلق الاتحاد الأوروبي من تدهور الأوضاع المالية في فرنسا وتضع ماكرون تحت مجهر النقد الدولي.
تعتبر هذه الخطوة إشارة واضحة إلى أن الإدارة الفرنسية الحالية تعاني من صعوبات كبيرة في الحفاظ على الاستقرار المالي، وهو ما يعزز من موقف معارضي ماكرون الذين ينتقدون سياساته الاقتصادية. الفشل في معالجة قضية الديون المفرطة قد يؤثر سلبًا على فرص ماكرون في الانتخابات المقبلة، ويضعف من قدرته على تنفيذ برامجه السياسية.
يواجه الرئيس الفرنسي الآن تحدياً مضاعفاً، ليس فقط في الساحة السياسية المحلية، بل أيضاً في الساحة الأوروبية، هذا التوبيخ من الاتحاد الأوروبي قد يكون له تداعيات كبيرة على مصداقية ماكرون وقدرته على قيادة البلاد نحو الاستقرار المالي والاقتصادي.
في ظل هذه الأوضاع، يبقى السؤال مطروحًا حول مدى قدرة ماكرون على تجاوز هذه الأزمة وتحقيق التوازن المطلوب في المالية العامة، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات وتصاعد الضغوط من جميع الجهات.